قد يبدو هذا كأحداث مسلسل على نتفليكس، لكنه حدث بالفعل: القاضية الأرجنتينية جولييتا ماكينتاش قدمت استقالتها في اليوم نفسه الذي كان من المفترض أن يُحسم فيه قرار عزلها رسميًا من منصبها.
جولييتا كانت قد كُلّفت خصيصًا بمحاكمة الطاقم الطبي المتهم بالإهمال في علاج الأسطورة دييغو مارادونا في الأسابيع الأخيرة من حياته، قبل وفاته في نوفمبر 2020. لكن بدلًا من أن تحرص على العدالة… أدّت تصرفاتها إلى إلغاء المحاكمة بأكملها.
ماذا حدث بالضبط؟
في مارس الماضي، سمحت القاضية – بل ويُقال إنها سهّلت – دخول طاقم تصوير إلى إحدى جلسات المحاكمة. لم يكن الأمر رسميًا أو قانونيًا. والأسوأ؟ أجرت مقابلة شخصية مع فريق الوثائقي داخل مكتبها في محكمة سان إيسيدرو.
الفيلم الوثائقي الذي كانوا يعملون عليه كان بعنوان “العدالة الإلهية”، وكان يُصور خلسةً داخل قاعة المحكمة. وانكشف كل شيء عندما لاحظ أحد المحامين وجود أربعة أشخاص بكاميرات ومعدّات تسجيل صوتي. عندها تفجرت الفضيحة.
ثم جاءت الضربة القاضية…
رغم أن المحاكمة كانت قد شهدت شهادات مؤثرة من بنات مارادونا ومن أطباء شاركوا في علاجه، فإن المحكمة قررت إلغاء كل شيء. أصبحت الإجراءات باطلة، والملف كله عاد إلى نقطة الصفر.
النيابة ومحامو الدفاع طالبوا بإبعاد القاضية فورًا، وبدأت السلطات القضائية في سان إيسيدرو تحقيقًا رسميًا كان من المفترض أن ينتهي اليوم بقرار بعزلها. لكن… استقالت قبل أن يحدث ذلك.
وماذا الآن؟
قضية وفاة دييغو مارادونا التي كانت من المفترض أن تجلب العدالة، أصبحت فوضى قضائية. لا قاضية، لا حكم، ولا نهاية واضحة في الأفق.
مارادونا كان رمزًا، أسطورة، ومصدر إلهام لملايين الناس. لكن، كما يبدو، العدالة في قضيته ما زالت مؤجلة… وربما “إلهية” فعلًا.

0 Comments Received
Leave A Reply